الموضوع اسم الخبيرالحليمر الأطفال أثناء نموهم اللغوي بمراحل معينة تسمى "مراحل جداول التطور الطبيعي للنمو"، وتكون هذه المراحل متوقعة حسب فترات أو مراحل نمو متوقعة يتبعها معظم أو غالب الأطفال بشكل متشابه أو قريب من التشابه.
وقد يكون هناك اختلاف في تطور طفل عن أقرانه، فإذا كان هذا التأخر بسيطًا فإنه يمكن أن يعزى إلى الفروق الفردية بين الأطفال، ولكن يجب التنبه أنه إذا كان التأخر واضحًا فيجب استشارة اختصاصي نطق ولغة للتأكد من طبيعة المشكلة.
ويكون هذا التأخر ذا أهمية إذا كان هناك تأخر بين المستوى المتوقع لأداء الطفل تبعًا لعمره الزمني والأداء الملاحظ منه بأكثر من 6 أشهر حسب جداول التطور الطبيعية، مثل أن يكون الطفل بعمر سنتين ولا يزال يصدر مقاطع أو ألفاظًا بسيطة مثل (با - ما - هم - دادا)
أو أن يكون عمر الطفل 3 - 4 سنوات ولا يزال يصدر كلمات مفردة، أو أن يكون عمر الطفل 4 - 5 سنوات ولا يزال يصدر جمل بدائية (ما يسمى بالكلام التلغرافي - البرقي) مثل بابا روح - ماما هم، وهكذا...
ويدخل ضمن الأطفال المتأخرين لغويًّا الأطفال الذين يعتمدون على الإشارة أو الإيماءات أو الأصوات للتواصل، والأطفال في سن المدرسة الذين لا يستطيعون استعمال جمل واضحة أو مرتبة أو كاملة التفاصيل وصحيحة التسلسل أو الاستمرار في الحديث أو الحوار أو البدء في حوار، أو أن تكون جملهم غير صحيحة نحويًّا.
وفي حال كان هذا التأخر لا يعود إلى سبب واضح مثل القدرة الذهنية للطفل أو القدرة السمعية أو ضعف الإثراء اللغوي في البيئة المحيطة بالطفل، أو عدم وجود شركاء تواصل لممارسة التواصل اللغوي بشكل مناسب، أو وجود أسباب عضوية فإن السبب يعزى غالبًا إلى أنه تأخر طبيعي، وهنا ينصح باتباع برنامج تحفيز لغوي يمكن تطبيقه من قبل الأهل في المنزل مع ضرورة المتابعة الدورية مع اختصاصي النطق واللغة.
ما يترتب على كون الطفل محدود اللغة:
إذا كان الطفل غير قادر على مجاراة الآخرين في التواصل أو غير قادر على التعبير عن نفسه أو طلب حاجاته فيترتب على ذلك حدوث العديد من التصرفات سواء من قبل الطفل أو من قبل المتعاملين معه من أهل أو معلمين أو أطفال آخرين مثل:
الطفل:
- استخدام الإشارة لطلب احتياجاته.
- استخدام الصراخ أو البكاء لعدم قدرته على التعبير عما يريد.
- الشعور بالنقص أو الاختلاف عن الآخرين.
- الانسحاب من المشاركة الاجتماعية أو الأسرية وعدم المشاركة في اللعب أو النشاطات مع الأسرة أو الأطفال الآخرين.
- اللجوء للعدوانية للرد على استهزاء الآخرين.
- كره المدرسة وتدني مستوى التحصيل العلمي.
الأهل والمحيطين بالطفل:
- التقليل من استخدام اللغة في التواصل مع الطفل.
- استباق تلبية حاجاته قبل أن يطلبها.
- عدم مشاركته في الأنشطة مثل اللعب والمشاركة الشفهية بالصف وغيرها.
- إعطاء الطفل ألقاب مثل كسول - بليد - غبي - عنيد، وغيرها...
- مناقشة موضوع الطفل بشكل شكوى أمام الطفل وإصدار ملاحظات، مثل لا تسأله فهو لا يعرف أن يجيب - إنه لا يعرف - إنه لا يتكلم - لن يجيب - أخوه أصغر منه ويتحدث أفضل منه... إلخ.
- استهزاء المعلمين - الطلبة - الإخوة وغيرهم من الطفل.
- ربط أي خطأ يقوم به الطفل بمحدودية لغته، واتخاذها فرصة للتعبير عن الامتعاض من ذلك مثل "كيف لو كنت بتحكي كويس - مش يكفي إنك ما بتعرف تحكي - ما هو أخرس ما يعرف يحكي... إلخ".
وهذا ملخص شامل لأهم نقاط برنامج التحفيز اللغوي والذي يمكن تطبيقه في المنزل:
برنامج التحفيز اللغوي
- ضع نظاما روتينيا حازما والتزم بتنفيذه ولكن بلطف.
- يحتاج الأطفال إلى معرفة ما سيفعلونه؛ لأنهم يشعرون بقدر أكبر من الأمان حين يعرفون ماذا ينبغي عليهم عمله في جميع الأوقات.
- أعطِ الفرصة للطفل للاستماع حينما تعطيه إرشادات، وتأكد من أنه يصغي لما تقول ويفهمه.
- شجع الطفل على الاستجابة لك لفظيًّا "أو صوتيًّا".
- عزز محاولات الطفل لإصدار الألفاظ أو الأصوات مهما كانت بسيطة.
- لا تتوقع من طفلك نتائج كاملة وبوقت قصير.
- ابتسم أو كرر الصوت أو بين بأي طريقة بأنك فهمت ما قاله الطفل.
- استخدم أية طريقة لتشجيع الطفل على التواصل اللفظي.
- شجع الطفل على التعبير عن نفسه باستخدام أية طريقة مع تشجيع ربط الألفاظ بأي من هذه الطرق.
- تفادي التنبؤ باحتياجات طفلك وتزويده بما يحتاج أو يريد حتى لا يصبح الكلام غير ضروري، واجعل الطفل يشعر بالحاجة لاستخدام الألفاظ للتواصل.
- استمع لما يقوله الطفل أو يحاول أن يقوله بانتباه شديد، وحاول أن تفهم ما يريد التعبير عنه بالاستفادة من تعابير الوجه والجسد ونص الحوار.
- استغل النشاطات اليومية للتحفيز اللغوي.. تحدث عن كل ما تقوم به - صف ما تقوم به وتشاهده والأشياء والأماكن والنشاطات التي تمرون بها.
- قدم للطفل نماذج لغوية صحيحة (يمكن استخدام لغة الأطفال في البداية كتشجيع للطفل على التواصل، ولكن بعد ذلك ينبغي استخدام كلمات صحيحة).
- ساعد الطفل على الربط بين الأصوات والكلمات والأشخاص والأشياء والنشاطات وشجعه على تقليد الأصوات والكلمات.
- سمِّ جميع الأشياء والأشخاص، وكرر ذلك كلما مر الشخص أو الشيء.
- قلّد أصوات الحيوانات والآلات وغير ذلك أمام الطفل وشجعه على تقليد جميع الأصوات التي يسمعها، وردد عبارة اسمع إنني أسمع.
- احك للطفل واقرأ له قصص وأناشيد وشاركه في النشاط، مثل فتح الكتاب أو تقليد الأصوات في القصة أو تمثيلها، واجعله يشاهد الصور أثناء ذلك.
- لا تتوقع من الطفل أن ينطق صوتًا أو كلمة بصورة صحيحة من أول مرة.
- يحتاج الطفل إلى تكرار سماع الأصوات والكلمات تكرارًا ومرارًا قبل أن يستطيع تقليدها.
- لا تنتقد طفلك ولا تناقش مشكلته أمامه.
- حاول ألا تجعل الآخرين صغارًا أو كبارًا يضايقون الطفل بخصوص كلامه.
- اطلب من طفلك القيام بالأشياء التي يجب القيام بها، ثم انتقل تدريجيًّا إلى الأشياء أو النشاطات التي لا يحبها.
- لا تجبر الطفل على قول شيء في الوقت الذي لا يرغب فيه بقول شيء.
- لا تقاطع الطفل أثناء كلامه - لا تطلب منه أن يبطئ في الكلام أو أن يبدأ من جديد - ولا تكمل عنه جملة.
- لا تصحح كلام الطفل أو تعدله بشكل مباشر أو أثناء رغبته في إفهام الآخرين شيئا ما أو أثناء فترات غضبه أو إحباطه أو وقوعه في خطأ ما.
- لا تعاقب طفلك على الأخطاء في كلامه.
- لا تظهر اهتماما مبالغا فيه بمشكلة كلام الطفل؛ لأنه أحيانًا قد يستمر فيها للفت الانتباه، أو أن تساعد على جعل الأمر أكثر صعوبة عليه والنظر إلى الكلام كتجربة صعبة أو سيئة؛ مما يجعله يتجه للتعبير عن نفسه بالعدوان الجسدي أو الانسحاب من النشاطات الاجتماعية.
- اعمل على أن تصحح كلام الطفل بشكل غير مباشر، ولا تُعِد الكلام كما يقوله، بل الفظ الكلمات بشكل صحيح.
- اعمل على زيادة مفردات طفلك بكلمة واحدة أو كلمتين، مثل إذا قال الطفل "كوه" يمكن أن تقول له: "كرة - بدك تلعب كرة - يلا نجيب الكرة... إلخ".
- إذا كان كلام الطفل غير واضح فأعد الكلام بشكل صحيح للتعبير له أنك فهمت ما قصده مثل إذا قال "اتلابلا (إذا كان يقف عند الباب ويمسك المقبض) يمكنك أن تقول نطلع برة يلا نطلع برة - بدك تطلع برة".
- لا تتجاهل المحاولات التي يقوم بها الطفل من أجل التخاطب حتى ولو كانت غير صحيحة أو غير مفهومة. حاول أن تفهم ما يريد من خلال النص أو موضوع الحديث أو المكان. وإذا لم تفهم اترك الفرصة للطفل ليأخذك إلى المكان الذي يريد أو الشيء الذي يريده.
- قدم للطفل ما يحتاجه من كلمات.. قدم له نموذجًا للكلمات التي يجب أن يستخدمها مثل - إذا وقع قل له آه - أنت تتألم - أين يوجعك - ركبتك مجروحة. وإذا بكى عند مغادرة منزل أحد معارفكم ممن لديهم أطفال قل: أعرف أنك تحب اللعب - أنك تحب البقاء فترة أطول للعب، ولكن يجب أن نعود للمنزل الآن وسنعود مرة أخرى فيما بعد.
- أعط الطفل خيارات كطريقة للحصول على الإجابة، مثل "شو بدك تشرب عصير ولا حليب - وين بدك نروح عند الجدة ولا عند صاحبك فلان". لأن إعطاء خيارات يحتاج لإجابات لفظية. أما الأسئلة العادية، مثل "بدك مي فلا تحتاج أكثر من هزة رأس".
- يمكنك استخدام المفارقة لتوضيح أخطاء الطفل وزيادة مهارة التمييز السمعي لديه مثل "صير - بدك عصير - أنت قلت عصير".
- يمكنك استخدام المبالغة في التركيز على الأصوات التي يحذفها الطفل أو ينطقها بشكل خاطئ مثل: إذا قال الطفل "تمكة نقول له سمكة – أنت بدك سمكة – سمكة كبيرة – تسبح بالمي – س – سمكة، وهكذا...".
- استغل كل فرصة ممكنة لاستعمال الكلام أمام الطفل ومعه.
- تكلم مع الطفل بجمل بسيطة أو كلمات مفردة إذا دعت الضرورة.
- اجعل بعض الأشياء بعيدة عنه واجعله يحاول طلب ما يريد وهيئ له مواقف يحتاج فيها لطلب المساعدة، مثل ألعاب تحتاج لتحريك مفاتيحها – علب مغلقة بحاجة لفتحها.
- اجعل وقفات وفواصل في كلامك – اجعل الطفل يشعر بأنك تنتظر منه إجابة أو رد.
- استعمل نغمات وعلو صوت مختلفة.
- حاول أن تجعل مستوى كلامك على مستوى الطفل اللغوي (كلمة – كلمتان – جملة) وزيادة بسيطة في كل مرحلة..
- تحدث مع الطفل بنفس مستوى بصره وتأكد من تواصله البصري.
- تجنب الأسئلة والأوامر الكثيرة.
- اجعل الحديث تجربة شيقة وممتعة.
- اشرح كلماتك وجملك وبسط ما تقوله أمام الطفل، أي حاول توصيل الفكرة له بشكل مبسط.
- اجعل لنفسك هدفًا معينًا للتركيز عليه بشكل مكثف مثل استخدام صيغ الجمع – استخدام حروف الجر، وهيئ نشاطات تساعدك على تحقيق هذا الهدف.
- تأكد من أن الطفل مهتم بالشيء أو الموضوع الذي تتحدث عنه لتحقيق أقصى درجات الاستفادة؛ لأن الحديث حول شيء مشترك يجعل الاستفادة من المعلومات أفضل.
- استغل الفترات التي يكون لدى الطفل الرغبة بالتواصل.
- حاول أن تشجع الطفل على التفاعل الاجتماعي (يستفيد الأطفال كثيرًا من وجود أطفال آخرين معهم، خصوصًا إذا كانوا في نفس السن).
- استشر اختصاصي النطق واللغة إذا لاحظت أي شيء مثير للشك حول الطفل من ناحية: الاستيعاب – فهم اللغة - السمع – التطور النطقي واللغوي.