الكذب من أخس الأخلاق وأقبحها ..
قال الشيخ ربيع حفظه الله في كتابه ( منهج أهل السنة و الجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف ) ص 106 :" و المقصود : أن من تكلم بلا علم يسوغ ، و قال غير الحق ، فإنه يسمى كاذبا .... " اهـ .
و لا شك أن الكذب من أخس الأخلاق وأقبحها ، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
" ... واحذروا من الكذب مع الناس ، لا تُخبروهم بخلاف الواقع ، ولا تُعاملوهم بخلاف الحقيقة ، إن المؤمن لا يُمكن أن يكذب ؛ لأن الكذب من خصال المنافقين : (و الله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) [المنافقون :1] .
(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذِبون ) [البقرة :10] .
(إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله و أولئك هم الكاذبون ) [النحل :105] .
إن المؤمن لا يمكن أن يكذب ؛ لأنه يؤمن بآيات الله ، يؤمن برسوله ، يؤمن بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن الكذب يهدي إلى الفجور ، و إن الفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب و يتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّابا )) .
ما أقبح غاية الكذب !!
و ما أسفل مرتبة الكاذب !!
الكذب يُفضي إلى الفجور ، وهو الميل والانحراف عن الصراط السوي ، ثم إلى النار و يا ويل أهل النار ،
و الكاذب سافل ؛ لأنه مكتوب عند الله كذابا ، و بئس هذا الوصف لمن اتصف به ، إن الإنسان لينفر أن يُقال له بين الناس : يا كذاب ! فكيف يُقِرّ أن يُكتب عند خالقه كذابا ؟!
و إن الكاذب لمحذور في حياته لا يوثق به في خبر و لا معاملة , و إنه لموضع الثناء القبيح بعد وفاته ، و لقد قرن الله تعالى الكذب بعبادة الأوثان ، فقال تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ) [الحج : 30] . " ا.هـ
(الضياء اللامع من الخطب الجوامع:478ـ479)