الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أرسل الزمخشري صاحب تفسير الكشاف إلى حجة الإسلام أبو حامد محمد الغزالي رسالة طلب منه فيها تفسير آيات الصفات ومنها (الرحمن على العرش استوى) وقد كان الزمخشري من المعتزلة .. وقيل إنه رجع عن ذلك في آخر حياته.
فأجابه الإمام الغزالي بهذه الأبيات الرائعة ذات المدلول العميق :
قـل لمـن يفهـم عنـي ماأقـول ْقصِّر القول فـذا شـرحٌ يطـولْ
ثَـم سـر غامـض مـن دونــه قصـرت والله أعنـاق الفـحـولْ
أنت لا تعـرف إيـاك ولـم تـدرمـن أنـت ولا كيـف الوصـولْ
لا ولا تدري صفات رُكِّبـتْ فيـك حـارت فـي خفايـاه العـقـولْ
أين منك الـروح فـي جوهرهـاهل تراهـا فتـرى كيـف تجـولْ
وكذا الأنفـاس هـل تحصرهـا لا ولا تـدري متـى عنـك تـزولْ
أيـن منـك العقـل والفـهـم إذاغلب النـوم فقـل لـي ياجهـولْ
أنـت أكـل الخبـز لا تعـرفـه كيف يجري منك أم كيـف تبـولْ
فـإذا كانـت طـوايـاك الـتـيبين جنبيـك كـذا فيهـا ضلـولْ
كيف تدري من على العرش استوى لا تقل كيف استوى كيف النـزولْ
كيـف يحكـي الـرب أم كـيـف يرى فلعمري ليس ذا إلا فضـولْ
فهو لا أين ولا كيـف لـه وهـورب الكيـف والكـبـف يـحـولْ
وهو فـوق الفـوق لا فـوق لـه وهو في كل النواحـي لا يـزولْ
جـل ذاتـاً وصـفـات وسـمـاوتعالـى قـدره عـمـا تـقـولْ